حكم صلاة ليلة الدفن أو الوحشة أو هدية الميت

⛔️ ‏‏تفضل علينا أحد المشايخ الكرام بالسؤال التالي:

السلام عليكم شيخنا.

السؤال: ‏يقال أن الشيخ يوسف "رحمة الله عليه" يرى بأن صلاة الوحشة بدعة.

فهل هذا الكلام صحيح ؟

🛑 ‏الجواب: ‏الشيخ جعفر الشارقي:

‏عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

نعم، ‏هذا النقل صحيح.

‏لأن "صلاة ليلة الدفن" أو "صلاة هدية الميت" أو "صلاة ليلة الوحشة" من الصلوات التي لم ترد من طرق أهل البيت "عليهم السلام" ولذلك لم يثبت ‏استحبابها بل ولا مشروعيتها عند الشيخ يوسف ‏البحراني "قدس سره" ‏فتكون بدعة، ‏ولا يجوز الإتيان بها عنده.

‏📌 والمتصفح لكتب الشيخ “قدس سره” سيتضح له جليّا بأن الإستحباب والكراهة حكمان شرعيان مثل الوجوب والحرمة، لا يمكن إثبات أحدهما إلا بدليل شرعي معتبر، ‏وما نحن فيه من هذا القبيل.

🔵 أحبتي:

حتى يتضح الأمر للإخوة الذين يقلدون الشيخ "قدس سره" سأقوم بنقل المسألة كاملة من "الحدائق الناضرة" مع تسجيلها صوتيا.

📚 ((العاشرة – صلاة هدية الميت ليلة الدفن:

وهذه الصلاة لم نظفر بها في كتب الأخبار مسندة عن أحد الأئمة الأبرار (صلوات الله عليهم) وإنما رواها الكفعمي في مصباحه عن كتاب الموجز لابن فهد وهو نقلها عن النبي (ص).

قال: "قال رسول الله (ص) لا يأتي على الميت أشد من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة فإن لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين: يقرأ في الأولى الحمد وآية الكرسي وفي الثانية الحمد والقدر عشرا فإذا سلم قال: "اللهم صل على محمد وآل محمد، وابعث ثوابهما إلى قبر فلان. فإنه تعالى يبعث من ساعته ألف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلة … الخبر".

قال وفي رواية أخرى "يقرأ بعد الحمد التوحيد مرتين في الأولى وفي الثانية بعد الحمد التكاثر عشرا ثم الدعاء المذكور".

ثم نقل الكفعمي عن والده رواية ثالثة مثل الرواية الثانية لكن بزيادة آية الكرسي مرة في الركعة الأولى.

وروى هذه الصلاة السيد رضي الدين بن طاووس في كتاب فلاح السائل عن حذيفة بن اليمان عن النبي (ص) بالرواية الثانية.

وأما ما اشتهر الآن بين الناس من استحباب أربعين رجلا يصلون هذه الصلاة ليلة الدفن فلم أقف له على مستند ولا قول معتمد.

📌 والذي يقرب عندي:

إن أخبار هذه الصلاة إنما هي من روايات العامة، وإليه يشير كلام بعض مشايخنا المعاصرين حيث قال:

وهذه الصلاة وإن لم يظهر كونها مروية من طريق أهل البيت (ع) لكن يعضدها ما ورد من الأخبار الدالة على انتفاع الميت من الأعمال الصالحة بفعل غيره، وعلى التأكيد في ذلك، وهي متفرقة في أبواب الوقوف والصدقات والصلاة والحج والصوم والجنائز، ثم ذكر من ذلك ما رواه الصدوق في الصحيح عن عمر بن يزيد الثقة الجليل قال: "قلت لأبي عبد الله (ع) أيصلى عن الميت؟ قال نعم حتى أنه يكون في ضيق فيوسع الله عليه ذلك الضيق ثم يؤتى فيقال له خفف عنك هذا الضيق بصلاة فلان أخيك عنك".

ثم نقل جملة من الأخبار التي من هذا الباب وستأتي إن شاء الله تعالى في باب القضاء عن الميت.

📌 أقول:

والحكم عندي لا يخلو من نوع إشكال، فإن ما ذكره وإن كان كذلك من حيث الإهداء للميت لكن شرعية هذه الصلاة على هذا الوجه المخصوص من الكيفية والزمان وكمية العدد المشهور فيها ونحو ذلك لمّا لم يثبت من طريق أهل البيت (ع) فهو لا يخلو من احتمال البدعية وعدم المشروعية، فإن العبادة وإن كانت من حيث كونها عبادة راجحة ومستحبة لكن لو انضم إلى ذلك أمر آخر من التخصيص بكيفية مخصوصة أو زمان مخصوص أو نحو ذلك من المشخصات مع عدم ثبوت ذلك شرعا فإنه يكون تشريعا، ألا ترى أن الأخبار قد استفاضت بتحريم صلاة الضحى مع كونها صلاة، والصلاة خير موضوع إلا أنه لما انضم إلى ذلك تخصيص استحبابها بهذا الوقت المخصوص والعدد المخصوص ونحو ذلك من الخصوصيات مع عدم ثبوت ذلك شرعا حصلت الحرمة وصارت بدعة، والحكم كذلك في هذه الصلاة مع عدم ثبوت مشروعيتها على هذا الوجه المذكور عن أهل البيت (ع) واحتمال كون تلك الأخبار من طرق العامة كما لا يخفى. والله العالم)).

المصدر: ‏الحدائق الناضرة – الجزء 10

📣 التسجيل الصوتي لمسألة صلاة ليلة الدفن ‏(الوحشة) من “الحدائق الناضرة” – بصوت الشيخ جعفر الشارقي

اضغط هنا

تواصل معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *