التهاون في فريضة الخمس
⛔️ السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله لكم الأجر سماحة الشيخ ونسألكم الدعاء في مثل هذه الأيام العظيمة ..
سؤالي لسماحتكم
ما حكم من استخف بإخراج الخمس عند الفقهاء عامة وعند الفقيه صاحب الحدائق رحمه الله وأعلى مقامه خاصة. والسلام
🔴 الجواب: الشيخ جعفر الشارقي:
مما لا شك فيه أن الخمس فريضة من فرائض الإسلام التي شرعها الله عزوجل في كتابه الكريم وأمر بها عباده المؤمنين بقوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
الأنفال | الآية: ٤١
📌 والخمس فريضة كغيرها من الفرائض الإسلامية التي بلغها النبي "صلى الله عليه وآله" لأمته وحث على الالتزام بها كما فعل الأئمة من آل محمد "صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين" وحذروا شيعتهم كثيرا من تركها أو التهاون فيها، ومن فعل ذلك وجب عليه المبادرة إلى التوبة والتدارك لما فاته.
📌 وفي هذه الأيام قد أكثر المشككون -في الدين والمذهب الحق- من محاولات الطعن في فريضة الخمس والتشكيك فيها ناسين أو متناسين أن آية شريفة تتلى في الليل والنهار قد نزلت في تشريع هذه الفريضة، وغافلين أو متغافلين عن كمّ كبير من الروايات الشريفة التي وردت عن النبي وأهل بيته الطاهرين "صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين" في هذا الشأن.
📌 والغريب من بعض المؤمنين أنهم -وبكل بساطة وسذاجة- يأخذون بهذه التشكيكات السخيفة من صاحب بدعة أو حاقد على المذهب أو جاهل غير متخصص ويتركون ما اتفق عليه كل فقهاء المذهب الحق قديما وحديثا واجتمعت عليه كلمتهم.
🔵 ومما ورد في ذلك:
1- ما رواه الشيخ عن محمد بن زيد الطبري قال: "كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا (ع) يسأله الإذن في الخمس فكتب (ع): بسم الله الرحمن الرحيم إن الله واسع كريم، ضمن على العمل الثواب، وعلى الخلاف العقاب، لا يحل مال إلا من وجه أحله الله، إن الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا وعلى موالينا وما نبذل ونشتري من أعراضنا ممن نخاف سطوته، فلا تزووه عنا ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه، فإن إخراجه مفتاح رزقكم وتمحيص ذنوبكم وما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم .. الحديث".
2- وما رواه الشيخ والكليني بالسند المتقدم قال: "قدم قوم من خراسان على أبي الحسن الرضا (ع) فسألوه أن يجعلهم في حلّ من الخمس، فقال ما أمحل هذا، تمحضونا المودة بألسنتكم، وتزوون عنا حقا جعله الله لنا وجعلنا له وهو الخمس، لا نجعل أحدا منكم في حلّ".
3- وما رواه الصدوق في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة في ما ورد على العمرى في جواب مسائل محمد بن جعفر الاسدي: "وأما ما سألت عنه من أمر من يستحل ما في يده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا، فمن فعل ذلك فهو ملعون ونحن خصماؤه، فقد قال النبي (صلى الله وعليه وآله): المستحل من عترتي ما حرّم الله ملعون على لساني ولسان كل نبي مجاب، فمن ظلمنا كان من جملة الظالمين لنا وكانت لعنة الله عليه لقول الله (عزوجل): ألا لعنة الله على الظالمين".
4- وما رواه في الكافي في الصحيح عندي والحسن على المشهور بإبراهيم بن هاشم قال: "كنت عند أبي جعفر الثاني (ع) إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل وكان يتولى له الوقف بقم فقال يا سيدى: اجعلني من عشرة آلاف درهم في حلّ فإني أنفقتها. فقال له: أنت في حل.
فلما خرج صالح قال أبو جعفر (ع): أحدهم يثب على أموال آل محمد (صلى الله وعليه وآله) وأيتامهم ومساكينهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم فيأخذها ثم يجيء فيقول اجعلني في حل، أتراه ظن إني أقول لا أفعل، والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا".
5- وما رواه في الفقيه عن أبي بصير قال: "قلت لأبي جعفر (ع) ما أيسر ما يدخل به العبد النار؟ قال من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم".
6- وما رواه عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله (ع) إنه قال: "إني لآخد من أحدكم الدرهم وإنى لمن أكثر أهل المدنية مالا ما أريد بذلك إلا أن تطهروا".
7- وما رواه الشيخ عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال: "سمعته يقول من اشترى شيئا من الخمس لم يعذره الله، اشترى ما لا يحل له".
8- وما رواه الكليني عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) في حديث قال: "لا يحل لأحد أن يشتري من الخمس شيئا حتى يصل إلينا حقنا".