مسألة من نسي غسل الجنابة ثم اغتسل غسلا مستحبا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‏شيخنا الجليل ‏أبو محمد

استمعت إلى محاضراتكم الشيّقة في أحكام الصيام، ‏ولفت نظري ما أشرتم إليه في مسألة من نسي غسل الجنابة ثم اغتسل غسلا مستحبا..

أرجو منكم التفضل ببيان هذه المسألة بالتفصيل.

‏مع جزيل الشكر على ما تقومون به من خدمة للدين والمؤمنين.

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته 🌹

⛔️ الجواب:

‏نعم أخي الكريم

أنتم تشيرون إلى ‏مسألة مهمة ‏تترتب عليها آثار كبيرة.

‏وقد ذكرتها في المسألتين 116 و 117 من كتابي: جامع الاحكام في الاعتكاف والصيام.

‏🖌 وملخص المسألة الأولى كالتالي:

إذا أجنب المكلف في شهر رمضان ‏ليلا أو نهارا ونسي الجنابة والغسل عنها حتى مرّ عليه الشهر كله أو أيام منه.

‏القول المشهور فيها -قديما- هو الحكم ببطلان الصلاة والصيام ووجوب قضائهما لفقد شرط الطهارة ‏من الحدث الأكبر ‏الذي لا يفرق فيه بين ناسي الجنابة وذاكرها.

‏وهذا ‏ما أفتى به المحدّث الشيخ يوسف البحراني "قدس سره".

‏وهناك قول آخر ذهب إليه بعض الفقهاء القدماء وبعض المعاصرين وهو الحكم بصحة الصيام ووجوب قضاء الصلاة فقط.

🖍 المسألة الثانية:

‏وهي مسألة تداخل الأغسال، ‏وملخصها ‏كالتالي:

إذا إجتمع على المكلف عدة أغسال ‏واجبة مثل غسل الجنابة والحيض ‏والنفاس ‏وغيرها ‏أو مستحبة مثل غسل الجمعة وأغسال ليالي شهر رمضان ‏وغيرها ‏أو اجتمع عليه ‏أغسال بعضها واجب وبعضها مستحب في وقت واحد ‏فإن القول المشهور قديما هو الحكم بتداخل الأغسال وكفاية الغسل الواحد عن الجميع بشرط أن ينوي الجميع.

وأما الشيخ يوسف "قدس سره" فقد أفتى بتداخل الأغسال ‏المجتمعة مع بعضها البعض ‏مطلقا وكفاية الإتيان بغسل واحد عنها جميعا وإن لم ينو بعضها ‏لنسيان أو غفلة.

‏🖊 فإذا طبقنا هذه المسألة على من نسي غسل الجنابة ‏في شهر رمضان ‏كانت النتيجة هكذا:

‏إذا اجنب المكلف في شهر رمضان ونسي جنابته ولم يغتسل عنها ثم اغتسل غسلا آخر -واجبا أو مستحبا- كفاه هذا الغسل لرفع حدث الجنابة وإن لم ينوها حين الغسل، ‏وكان الواجب عليه أن يقضي صلاته وصيامه إلى ذلك اليوم فقط، ولا يقضي ما بعد ذلك.

‏ولا فرق في هذا الحكم بين شهر رمضان وغيره.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ جعفر الشارقي

5/5/2020م

تواصل معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *