بيان المقدارُ الواجبُ من التشهدِ في الصلاة والأذكارُ المستحبةُ فيه وحكم الشهادةِ الثالثة

🟢 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا أبا محمد

لدينا السؤالُ التالي نرجو الإجابة عليه طبقا لفتوى صاحب الحدائق ‏”قدس سره” ورحم الله والديك، وجزاك الله خيرا.

🖍 السؤال: ما هو المقدارُ الواجبُ من التشهدِ في الصلاة؟ وما هي ‏الأذكارُ المستحبةُ فيه؟

وماذا عن الشهادةِ الثالثة، ‏هل تدخلُ في المستحباتِ أم في الواجبات؟

⛔️ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته 🌹

🔻 ‏الجواب: استعرضَ ‏المحدّثُ الشيخ يوسف ‏البحراني “قدس سره الشريف “‏ في كتابه “الحدائق الناضرة” كلَّ الروايات ‏الشريفة الواردة في كيفية التشهد ‏في الصلاة ‏وانتهى إلى أن الواجبَ في التشهدِ هو الشهادتان والصلاة على محمد وآله فقط، وأن الأقرب ‏والموافق للإحتياط أن يكون بهذه الصورة: (‏أَشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ له، وأَشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد).

🔻 ثم قال إن أفضلَ ما يقالُ في التشهدِ هو ما رواهُ الشيخُ عن أبي بصيرٍ عن أبي عبدالله (عليه السلام).

وبعد ذكرها استطردَ بذكر رواية كتاب “الفقه الرضوي” ‏التي ذُكِرَ فيها الشهادةُ الثالثة ‏والسلامُ على الزهراءِ والأئمةِ “عليهم السلام” ولكنّه لم يعتَمِدْها كصيغةٍ ثانية، وإنما ذكرَها استطراداً كما قلنا.

🔻 قال ‏”قدس سره”‏ في الجزء 8 ص 450 من الحدائق الناضرة:

أفضلُ التشهدِ ما رواهُ الشيخُ في المُوَثَّقِ عن أبي بصيرٍ عن أبي عبدالله (ع) قال:

(إذا جلَستَ في الركعةِ الثانيةِ فقل: بسمِ اللهِ وباللهِ والحمدُ للهِ وخيرُ الأسماءِ لله، أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأَنَّ محمداً (ص) عبدُهُ ورسولُهُ أَرْسَلَهُ بالحقِّ بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، أَشْهَدُ أنكَ نِعْمَ الربُّ، وَأَنَّ محمدا (ص) نِعْمَ الرّسولُ، اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد وتقبَّلْ شفَاعتَهُ في أُمّتهِ وارْفَعْ درجتَه.

ثم تحمد الله تعالى مرتين أو ثلاثا.

[‏الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْن]

[‏الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْن]

[‏الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْن]

ثم تقومُ، فإذا جلستَ في الرابعة قلت:

بسمِ اللهِ وباللهِ والحمدُ للهِ وخيرُ الأسماءِ للهِ، أَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له، وأَشْهَدُ أَنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أَرْسلَهَ بالحقِ بشيراً ونذيراً بينَ يدَي الساعة، أَشْهَدُ أنكَ نِعْمَ الربُّ، وأَنَّ محمداً (ص) نِعْمَ الرسُولُ، التَحيَّاتُ للهِ والصَّلواتُ الطَّاهِراتُ الطيِّباتُ الزَاكِياتُ الغَادِياتُ الرائِحاتُ السَّابِغاتُ النَّاعِماتُ لله، ما طابَ وزَكا وطَهُرَ وخَلصَ وصَفَا فللهِ، وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ له، وأشهدُ أَنَّ محمداً عبدُهُ ورَسولُهُ، أَرسلَهُ بالحقِّ بشيراً ونذِيراً بينَ يدَي الساعة، أَشْهَدُ أَنَّ ربي نِعْمَ الربُ وأَنَّ محمداً (ص) نِعْمَ الرسُول، وأَشْهَدُ أَنَّ الساعةَ آتِيةٌ لا ريْبَ فيها، وأَنَّ اللهَ يبعثُ منْ في القُبُور، الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أنْ هدانا الله، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وبارِكْ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وسلِّمْ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وترحَّمْ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ كما صلَّيتَ وباركتَ وترحَّمتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيد، اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ واغْفرْ لنا ولإخوانِنَا الذين سَبقُونا بالإيمَانِ، ولا تجْعلْ في قلوبِنا غِلّاً للذينَ آمنوا ربّنا إنكَ رؤوفٌ رحِيم، اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وامنُنْ عليّ بالجنةِ، وعافِني منَ النار، اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، واغفرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ ولمنْ دخلَ بيْتِيَ مؤمناً وللمؤمنينَ والمؤمناتِ ولا تزدِ الظالمينَ إلا تَبَارا.

ثم قل: السَّلامُ عليكَ أيّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ على أنبياءِ اللهِ ورُسلِهِ، السَّلامُ على جَبرَئيلَ ومِيكَائيلَ والملائكةِ المقرَّبينَ، السَّلامُ على محمدِ ابنِ عبداللهِ خاتَمِ النبيينَ لا نبيَّ بعدَهُ، والسَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحِين. ثم تُسلّم).

تهذيب الأحكام ج2

ملاحظة: [التسليم هو أن تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته].

🔻 والخُلاصَة:

إن للتشهد صيغتان: الأولى واجبة، والثانية مستحبة، فالواجبة ما اقتصرت على الشهادتين والصلاة على محمد وآله، والمستحبة ما اشتملت على ما ورد في رواية أبي بصير عن الإمام الصادق “عليه السلام”.

🔻 وحيثُ إنّ العباداتِ توقِيفِيّةٌ لا يجوزُ للمكلف أن يتعدّى فيها على ما صَحَّ وثبَتَ عن الشارعِ المقدّسِ ‏سواء في الواجباتِ أو المستحبات لذلك فلا يُمكنُنا القولُ بوجوبِ إضافةِ الشهادةِ الثالثةِ في التشهدِ ولا باستحبابِها كما لا يُمكنُنا نسبتُهُ إلى ‏المحدّثِ الشيخ البحراني “قدس سره”.

🖌 الشيخ جعفر الشارقي

تواصل معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *